الشيخ حامدن ول امح
بتنمهينين شمال شرقي مقاطعة المذرذرة بولاية الترارزة اثناء رحلات الانتجاع سنة 1332 هـ / 1914 م رزقت اسرة اهل امح بولد سموه حامد لأبيه محمذن الملقب امح بن المختار بن اجمد بن عبدان بن متيلي بن احمذنلل لأمه مريم منت أحمذو ول محمذن ول محنض ول المصطف ول متيلي ول أحمذنل، ينتمي حامدن الي اسرة شريفة تنسب لدوحة المجد من الأدارسة الذين هاجروا الي المنتبذ القصي وتوطنوا مع بني ديمان في اكيدي وعرفوا باخلاقهم الفاضلة، درس القرآن وحفظه علي والده محمذن الملقب امح المتوفي سنة 1387 هـــ كما درس عليه نظم مورد الظمآن في الرسم للشيخ محمد اليدالي ونظم عطية الوهاب في ما تجانس من الكتاب للمختار بن بدح ودرس عليه بعض كتب الفقه كالاخضري وابن عاشر ورسالة بن أبي زيد القيرواني، ودرس علي أخيه الاكبر أحمدو ول امح المتوفي سنة 1410 في مجال النحو المقدمة وعبيد ربه والنصف الاول من الفية بن مالك وفي اللغة قصائد المعلقات السبع. ودرس في السيرة نظم الغزاوات لأحمد البدوي المجلسي وقرة الابصار لعبد العزيز اللمطي علي حامدن بن بيدح المتوفي سنة 1377 ه ونظم عمود النسب علي اخي سابقه عبد الله بن بدح المتوفي سنة 1382.ودرس مختصر خليل في الفقه وألفية بن مالك بطرة محنض باب بن اعبيد، ولا مية ابن مالك كذلك في الصرف علي عدة علماء من بينهم باركلل بن محمذن بن محنض باب بن اعبيد و اخوه حامدن بن محمذن و امين بن حامدن و أحمد بن محمدا بن حامدن والحسن بن زين العابدين ابن اليدالي، و باب بن محمودن و احمدو بن اشفغ خيري الحسني ومحمد حامد بن آلا الحسني و بابا بن عبد الرحمن و حامدن بن بدح و باركلل بن محمذن و أحمد بن محمدا وسيد احمد بن اسمه
اتصل بالشيخ سيد محمد بن اشفغ الحمد في بداية الستينات من القرن الميلادي، وأخذ عنه الطريقة القادرية وكانت تربطه صلات وثيقة بالكثير من معاصريه كمؤرخ موريتانيا واديبها الكبير المختار بن حامدن الذي كان يعتبره أستاذه في الشعر حيث كان يعرض عليه بواكير شعره وقد جرت بينهما مساجلات شعرية حيث يقول له المختار بن حامدن:
أبوك الرضا يا حامد بن محمد* :: أضفت إليه حامد بن محمد*
وزدت مضافا بل مضيفا صحبته :: تنورت منه الشيخ سيد محمد
أضفت إلي قرءان ذالك علم ذا :: إلي هدي ذلك الصالح المتجرد
* يعني بمحمد الاولي محمذن الملقب امح وبمحمد الثانية محمذن بن محنض باب
وعند ادائه لفريضة الحج عام 1985 م نزل ضيفا عليه بالمدينة المنورة فاستقبله بالابيات التالية:
محبتي لحامد ابن امح :: مكتوبة في القلب لا تمحي
اهلا به من صالح طامح :: للخير لم لغيره يطمح
ومحجم مستنكف عن دد :: ألجم نفسه فلم تجمح
وسامح بالعرض إن ينفتح :: عينا وبالمكسور لم يسمح
فرد عليه بالابيات التالية منوها بحفاوة الاستقبال:
أخلائي أحدثكم حديثي :: وحيث سمعتموه تعجبونا
لدى بير المنيكر كانت أمي :: هناك دفينة وأبي دفينا
وفي حرم النبي وجدت أما :: علي عطوفة وأبا حنونا
وجرت بينه مراسلات أدبية بينه وبين عبد الله بن امين يقول حامدن :
سلام علي عبد الاله من البعد :: سلام كصافي الوصل أو فائح الرند
ولقيا حبيب بعد طول تغيب :: فموجبه أن كيف حالكم بعدي؟
وإنيَ لا انسي ليالي أسفرت :: بغربتنا عن خالص العطف والود
وأنشد بيتا قاله قبل شاعر :: تأكد في الموضوع إنشاده عندي
"سلام وإرسال السلام من البعد :: دليل علي حفظ المودة والعهد"
فأجابه عبد الله بن امين بالقطعة التالية:
إليكم تحيات مباركة أهدي :: وأهدي سلاما طيب الطعم كالشهد
فضضت عن الابيات ختم غلافها:: فتقت الي الهادي الي سنة المهدي
وتقت الي ام القرى وجبالها :: وما حول سلع من جبال ومن وهد
وما أنا في أيامنا الغرر التي :: مضت بالبقاع الطاهرات بذي زهد
ولي سنحت ابيات شعر قديمة :: تدل علي أني مقيم علي العهد
»فمبلغ جهدي ان سلام عليكم :: ولييس يلام المرء في مبلغ الجهد
كما كان وثيق الصلة بالقاضي سيلوم ابن المزروف حيث يخاطبه حامدن بن امح عند تحويله من روصو الي مقاطعة دار النعيم :
مامن حديث يسلي قلب مهموم :: ولا مذاكرة من بعد سيلوم
ولا حكاية آداب مؤنسة :: مزيلة للأسي عن كل مهموم
تاهت به روصُ قبل اليوم وازدهرت :: بحل مشكلة او نصر مظلوم
أو نشر مكرمة أو بث فائدة :: من النوادر منثور ومنظوم
ياروص سيلوم عنك اليوم مرتحل :: فارضيْ بحكم من الحكام مقسوم
فقد اعدوا له دار النعيم وقد :: فازت بسهم من الخيرات معلوم
والله يجمعنا من بعد فرقتنا :: مع طول عمر لنا بالخير معلوم
ويقول القاضي سيلوم ابن المزروف مقرظا ورقات حامد بن امح في خبر احمذنلل:
جزى الله عنا الشيخ والحبر حامدا :: من احرز اذ حاز الفخار المحامدا
عرفناه بدرا زاهر النور باهرا :: عرفناه بحرا زاخر الموج ماجدا
عرفناه يتلو آخر اليل خاشعا :: عرفناه حقا في المساجد ساجدا
عرفنا أديبا منه إن عنَ مقصد :: تقنصه صيد القصائد صائدا
له خلق عذب شهي مشاهد :: علي كرم في النفس قد كان شاهدا
تبارك فيه الله لازال ساعيا:: الي الخير يرقي في السلالم صاعدا
معافى صحيحا في سرور وغبطة :: وقرة عين شاكر الله حامدا
أيا حامدا فيما كتبت كفاية :: عن القطب أحمذنلل لو كنت زائدا
على أن نزح البحر بالراح متعب :: فلم يك نزح البحر بالراح واردا
ويخاطبه المختار بن محمدا قائلا:
إلى حامد إلف المحامد من يصلْ :: يجد راحة بالقلب والروح تتصلْ
خبير بآداب البلاد وأهلها :: عليم بعلمي ما أحل وما حظل
يدل علي المولي بمنهض حاله :: وقول مفيد لا مخل ولا ممل
أدام عليه الله انعمه التي :: يعرفها ادمانها حين تكتمل
التقى الشيخ حامدن بن امح مع الأستاذ المختار ول حامدن في منزل العالم احمد ول باب ول محمودن في ابلوكات بنواكشوط سنة 1969 واقترح عليه تأسيس مدرسة تسمح بتوظيف أجيال اهل احمذنلل فأسس حامدنمحظرة في المذرذرة في منتصف السبعينات من القرن الماضي، وقد ذكر هذه المحظرة صاحب المنارة والرباط وقد وقع تصحيف في الاسم حيث كتب (حامد ان اماه) بدل (بدل حامدن بن امح) ولعل ذلك بسبب رجوعه للمراجع الفرنسية، وقد دامت اكثر من عقد من الزمن وكان لها دور كبير في تنوير الساحة الثقافية واستفاد منها الكثير من الطلاب الذين التحقوا بالتعليم النظامي من بينهم الكثير من النساء منهم بناته وأبناءه ومن أبناءه الاديب استاذ الفيزياء المشهور إن ول حامدن ول امح، ومن آثاره العلمية: ديوان شعر مخطوط و أنظام متعددة في التوسل والدعاء، و نظم في أنساب أبناء يعقبنلل بن ديمان كمل به نظم باركلل بن محمذن بن محنض باب في أنساب أبناء يعقبنلل بن ديمان، و ورقات في خبر أحمذنلل بن محمد بن سيدي ابراهيم، و ورقات في عمل الجوارح،
- شرح نظم لابي بكر بن مامين في أحكام الحيض.
لازم حامد الصلاة في الجماعة حتي آخر أيامه و توفي رحمه الله يوم الاثنين الثالث عشر من ذي الحجة 1422 الموافق 25/فبراير2002 في روصو ( لكوارب )ودفن فيه عن عمر ناهز 90 سنة، وقد رثاه الكثير من الشعراء والعلماء نورد من ذلك مرثية قالها القاضي محمد بن باركلل:
اذا غاب عنا حامد نجل امح :: ففي فقده فقد الحلاحل الاريحي
وفقد الاديب المستطاب حديثه :: لمنطقه ان يصغ ذو الهم يرتح
فمن لعلوم حيث أحكم قفلها :: ومرت به منها الغوامض تفتح
فإن كنت عن نحو الكسائي سائلا :: فسله وسل إن شئت عن فقه الاصبحي
ومن لصدور قد تضيق بمعضل :: ألمَ وكانت حيث وافته تشرح
فمسعاه مسعي عالم عملٍ بما :: تعلمه حلو الشمائل مصلحإ
إله ارض عنه واجزه أحسن الجزا :: بمقعد صدق من به حل يفرح
وأنعم عليهم في الذين وصفتهم :: بأعلى رفيق والبقية أصلح
وليس لنا الا الرضى منك بالقضا :: فإنا بما تقضيه إن نرض نربح
وإن لنا حسنالعزا في الألى بقوا :: إناثا وذكرانا وفي اسرة امح
كامل الود