مات العقيد معمـــر ما كاد يفتأ يــــــــذكر
لم يبق من أثــر له إلا الكتاب الأخضـــــــر
الشعب أشعل ثـــــورة بإرادة لاتـــــــقهر
لم تغن عنه جيـــــوشه وسلاحه المتــــــطور
لم يغنـــه ما لــــــــه أو فكره المـــتهور
لا خيمة أغنت ولا قصر منيف يبــــــــــهر
كلا .. ولا النهر العظيــــــم ولا الرداء الأصفــــــر
ما ذا دهى النفط الثميـــــــــــن واين ذاك المعــشر
اين النساء الحارسا ت وشأنهن الأكــــــــبر؟
اين الأولى افتتنوا به ما خطبهم ؟ لم يذكـــــروا
بل اين "منصور" الذي قد كان ينفث يســــــــحر؟
أودى به الثوار إذ بدمائهم قد انــــــــذروا
عجبا له مستسلما في "زنكة" يتـــــــــعثر
هــجموا عليه فجأة فـــــــــي مخبإ يتستر
ذا شأن كل مكابر متعـنت يتجــــــــــبر
فليعتبر أولو النهى مما "جرى" وليحــــــــذروا